يوجد نوعين من الجينات الزائفة التي يمكن اعتبارها خردة في جينوم الإنسان، ولأكون دقيقا فمصطلح الحمض النووي الخردة برز في الأصل لوصف هذه الجينات الزائفة، النوع الأول منها ينشأ عن طريق التضاعف الجيني Gene duplication بحيث يتكرر تسلسل جين وظيفي في منطقة اخرى من الحمض النووي (توجد حالات متعددة للتضاعف الجيني) ولكونها لا تمتلك تأثيرا منخبا على الكائن الحي فإن هذه النسخ من الجينات تتعرض لطفرات جينية تفقدها قدرتها على الانتساخ والترجمة، وأما النوع الثاني فيسمى بالجينات الزائفة المعالجة processed pseudogenes وسميت بهذا الإسم لأنها تنشأ من mRNA الخاص بجينات وظيفية والذي تمت معالجته، حيث يتم التخلص من الانترونات وتوصيل الإكزونات الخاصة بالجين بعضها ببعض، ويتم تحويل هذا mRNA المعالج الى حمض نووي مزدوج وإدراجه في مكان اَخر داخل الجينوم بواسطة انزيمات النسخ العكسي الخاصة بالعناصر الناقلة العكسية Retrotransposable elements . وحينما يتم ادراجها داخل الجينوم فإنها تصبح جينات زائفة معالجة ولا يمكن نسخها بعدها، لأنها فقدت المحفزات الخاصة بها أثناء المعالجة.
أما الجينات الزائفة الجديدة التي نشأت عن طريق التضاعف الجيني فإن معظمها تكون قابلة للنسخ، ومع مرور الوقت وتعرضها للطفرات فإنها تفقد هذه القدرة، وتشكل حوالي 10% الى 15% من مجموع الجينات الزائفة في جينوم الثدييات، بينما الجينات الزائفة المعالجة processed pseudogenesالغير قادرة على النسخ قليلة جدا، وسبب ذلك هو وجودها في أغلب الأحيان بالقرب من الجينات الوظيفية، ووجود عدد كبير من المحفزات الزائفة داخل الحمض النووي الخردة، ما يتسبب في التصاق عوامل النسخ بها والتسبب في نسخها، ويشكل هذا القسم من الجينات الزائفة مصدرا كبيرا للحمض النووي الخردة والذي لا يمتلك أي تأثير منتخب (وظيفة بيولوجية) على الكائن الحي. وتشكل الجينات الزائفة المعالجة حوالي 0.19% من جينوم الإنسان، أما الجينات المضاعفة فتشكل حوالي 0.51% من جينوم الإنسان (المصدر 2).
وكما رأينا في مقال سابق من هذه السلسلة والمعنون ب”التصنيف التطوري لوظيفة الDNA” يمكن للحمض النووي الخردة أن يتحول أحيانا الى جينات وظيفية ويمكن لهذه الأخيرة أن تتحول أيضا الى خردة، بالنسبة للجينات الزائفة فيمكن لنسبة قليلة جدا جدا منها أن تصبح وظيفية للإنسان من خلال اَلية تسمى بالخيار المشترك Co-option، و سنفصل في هذه النقطة في مقال قادم.
المصادر