خالد المازيسي

حسابي الشخصي

السجل الأحفوري للثدييات : حفريات انتقالية مثالية

يخبرنا السجل الأحفوري بأن الثدييات لم تتطور من الزواحف، ولكنها بدل ذلك تطورت من مجموعة تدعى السينابسيدات وهي مجموعة تمتلك سلفا مشتركا مع الزواحف ينتمي الى السلويات العتيقة Amniotes . وكانت السينابسيدات البدائية تظهر سمات مشابهة مع الزواحف لكونها أقرب المجموعات إليها. ثم تطورت فيما بعد الى الثدييات العتيقة. احدى الأحافير الانتقالية التي تنتمي الى السينابسيدات تدعى Dimetrodon كانت تمتلك فكا بدائيا يشترك في كثير من خصائصه مع الزواحف. فالقطعة الأمامية من فكها عبارة عن عظمةbone  dentary (db) وهي التي تحتوي على الأسنان، وخلفها مباشرة توجد عظمة cronoid bone (cb)حيث تلتصق بها عضلات الفك. وفي مؤخرة الفك توجد عظمة Articular bone (ab)وفي أسفل مؤخرة الفك توجد عظمة angular bone (agb).

العظم المفصلي ab يقابله عظم اَخر مرتبط بأسفل الجمجمة يدعى العظم المربعي quadrate bone  (qb) ليشكلا مفصلا بين الفك والجمجمة لنسميه ab-qb وكلاهما يقابلان العظم الركابي الملتصق بطبلة الأذن وهذا يساعد السلويات القديمة والزواحف على نقل الموجات الصوتية من الفك الى الأذن، وهي سمة موجدودة عند أسلافهم من السلويات. وقد اكتشفت سلسلة من الحفريات الانتقالية توثق تطور هذا الفك الشبيه بفك الزواحف الى فك الثدييات الحديث. فكل القطع العظمية في الفك تصبح أصغر فأصغر في الحفريات الأحدث من السينابسيدات بشكل تدريجي. باستثناء عظمة الأسنان da. فهي تزداد في الحجم كلما تقدمنا في السجل الأحفوري للسينابسيدات الى أن أصبح المكون الأساسي للفك السفلي عند الثدييات. 

العظمتين المكونتين للمفصل ab-qd تصبحان أصغر فأصغر في كل السلويات اللاحقة. وفي المقابل تمددت عظمة الأسنان db بشكل كبير لتلتقي بعظمة أخرى في الجمجمة تدعى squamosal bone (sb) وتشكلا مفصلا جديدا يدعى مفصل sb-db وهو المفصل الأساسي بين فك الثدييات وجمجمتها اليوم.

 

 ولدنا حفرية انتقالية مدهشة تدعى Diarthrognathus التي تنتمي الى سينابسيدات متقدمة تمتلك فكا امنتقاليا مدهشا. فهي تمتلك مفصلا شبيها بالزواحف ab-qd والى جانبه مفصل شبيه بالثدييات sb-db وهي من أجمل وألمع الحفريات الانتقالية في السجل الاحفوري. ثم في الحفريات اللاحقة اختزل المفصل ab-qd ولم يعد يربط الجمجمة مع الفك السفلي، وأصبحا يكوننا المفصل بين عظمتي المطرقة والسندان عند الثدييات الحديث.

حتى أن الحفريات العتيقة للثدييات البدائية مثل yanoconodon التي عاشت في العصر الطباشيري والتي عثر عليها عام 2007 كانت تمتلك عظمتي طبلة الأذن (المطرقة والسندان) لا تزالان مرتبطتان بالفك السفلي بالرغم من أن بإمكان السماع من خلال المفصل (مطرقة-سندان). وهذه حفرية انتقالية أخرى رائعة تثبت قوة التطور. ليس هذا وحسب : ففي علم الاحياء النمائي الذي يدرس النمو الجنيني تنشأ عظمتي المطرقة والسندان في فكي الجنين في مراحل نموه البدائية. ثم تنتقل مع نمو الجنين الى منطقة الأذن وهي نفس البنى التي ينشأ منها العظم المفصلي والمربعي عند الزواحف وهذه من أجمل الحقائق العلمية من السجل الأحفوري التي تصرخ بأن التطور قد حدث.

https://crompton.oeb.harvard.edu/files/crompton/files/crompt1963_evolmammjaw.pdf

 

قائمة من الأحافير الانتقالية من السلويات الى الثدييات من خلال السينابسيدات:

– dimetrodon

– eotitanosuchus

– lycosuchus

– procynosuchus

– thrinaxodon

– cynognathus

– diademodon

– probainognathus

– chiniquodon 

– massetognathus

– diarthrognathus

– yanoconodon

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *